للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن الربيع بن أبي الحقيق، وسلام بن مشكم النضريون، وهوذة بن قيس، وأبو عمار الوائليان (١) . وهم حزبوا الأحزاب: خرجوا فأتوا مكة داعين إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواعدين من أنفسهم بعون من انتدب إلى ذلك، فأجابهم أهل مكة إلى ذلك؛ ثم خرج اليهود المذكورون إلى غطفان، فدعوهم إلى مثل ذلك، فأجابوهم.

فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على بني فزارة، والحارث ابن عوف بن أبي حارثة المري في بني مرة، ومسعر بن رخيلة (٢) بن نويرة ابن طريف بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان فيمن تابعه من أشجع. فلما سمع [بهم] رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحفر الخندق على المدينة، فعمل فيه صلى الله عليه وسلم بيده، فتم الخندق؛ وكانت فيه المعجزات، منها أن كدية صخر عرضت في الخندق كلت المعاول عنها (٣) ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا ونضح عليها الماء، فانهالت كالكثيب؛ وأطعم النفر العظيم من تمر يسير، إلى غير ذلك.

وقبلت الأحزاب حتى نزلت بمجتمع السيول من رومة (٤) ، بين الجرف


(١) في الأصل: وهوذة بن ميش وأبو عامر البلويان والتصحيح عن ابن هشام والطبري وفي الإمتاع: ٢١٦ وتاريخ الخميس ١: ٤٨٠ أن الثاني المذكور هنا هو أبو عامر الراهب.
(٢) في الأصل: رجيلة؛ وانظر نسبه في الجمهرة: ٢٣٨ ففيه اختلاف بعيد عما هنا. وقد أثبت المقريزي هذا الخلاف في الإمتاع: ٢١٨ - ٢١٩.
(٣) الكدية: الصفاة العظيمة الشديدة.
(٤) في الأصل: دومة، وهي كذلك في الطبري ٣: ٤٦. والصواب ما أثبتناه، لأن الدومة بالعالية قرب بني قريظة، أما رومة، فإن العرصة الكبرى التي حولها تمتد حتى تختلط بالجرف، وكلاهما في آخر العقيق (راجع السمهودي، ٢: ١٢٢، ٢٨٠، ٣١٨) .

<<  <   >  >>