للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمهق، ولا الآدم (١) ، ولا بالجعد القطط، ولا السبط (٢) ، رجل الشعر، أزهر اللون، مشرباً بحمرة في بياض ساطع، كأن وجهه القمر حسناً، ضخم الكراديس، أوطف الأشفار (٣) ، أدعج العينين، في بياضهما عروق حمر رقاق، حسن الثغر، واسع الفم، حسن الأنف، إذا مشى كأنه يتكفأ (٤) ، إذا التفت التفت بجميعه، كثير النظر إلى الارض، ضخم اليدين لينهما، قليل لحم العقبين، كث اللحية واسعها، أسود الشعر، ليس لرجليه أخمص، إذا طول شعره فإلى شحمة أذنيه ومع كتفه، وإذا قصره فإلى أنصاف أذنيه، لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبة (٥) .

وهو: محمد، صلى الله عليه وسلمن وأحمد، والملحى: يمحو الله به الكفر، والحاشر: يحشر الناس على عقبيه، والعاقب: ليس بعده نبي، والمقفى، ونبي التوبة، ونبي الملحمة، وسماه الله تعالى: رؤوفاً رحيما.

وكان على نغض (٦) كتفه الأيسر خاتم النبوة، كأنه بيضة حمام، لونه لون جسده، عليه خيلان (٧) ، ومن فوقه شعرات.


(١) الأمهق: الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة. والآدم: الأسمر.
(٢) رجل قط الشعر وقططه: أي قصيره جعده. والسبط نقيضه. وشعر رجل: بين السبوطة والجعودة.
(٣) الكراديس: كل عظمين التقيا في مفصل. وأوطف الأشفار: أي كان في هدب أشفار عينيه طول.
(٤) التكفؤ: التمايل إلى قدام كما تتكفأ السفينة في جريها.
(٥) راجع ابن سعد ١ / ٢: ١٣٥ حيث الكلام عن شيب الرسول.
(٦) النغض: بفتح النون وضمها: هو العظم الرقيق على طرف الكتف.
(٧) خيلان: جمع خيال: وهي الشامة في الجسد.

<<  <   >  >>