للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعالى-: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (الأعراف: ١٦، ١٧).

وأما مجاهدة الفساق فتحقق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبإلزامهم على الحق واتباعه، واجتناب المنكر والتبري منه؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)) وفي رواية: ((وليس بعد ذلك من حبة خردل من إيمان)).

وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب، وتكون مجاهدتهم أكبر وآكد إذا اعتدوا على حرمات المسلمين وأوطانهم ومقدساتهم إلى أن يعود الأمن إلى ديار المسلمين، وتعلو كلمة الله دون أن تَحُدّ منها فتنة المفتنين وضلالة المضلين، قال الله -تبارك وتعالى-: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} (البقرة: من الآية: ١٩٣).

وسيأتي توضيحٌ لذلك أكثر -إن شاء الله تبارك وتعالى- فيما سيأتي بعد، ولكني أردت هنا أن أبين عند تعريفي للجهاد في الشرع أنه يشمل الجهاد بالسيف والسنان، ويشمل أيضًا الجهاد في سبيل دفع الشيطان، وفي نشر رسالة الإسلام، ورد المعتدين من الفساق والظالمين، وما إلى ذلك.

جـ- أنواع الجهاد في سبيل الله -تبارك وتعالى-:

للجهاد أنواع كثيرة منها:

النوع الأول: الجهاد بالنفس، أي: أن يذهب المؤمن بنفسه، ويقاتل أعداء العقيدة وأعداء الدين، والجهاد بالنفس أعلى مراتب الجهاد وأعظمها قدرًا وأعلاها شأنًا، وهل يملك الإنسان أغلى من روحه فيجود بها في سبيل الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مشيرًا ومبينًا عظمة الجهاد بالنفس في سبيل الله -تبارك وتعالى- يقول: ((انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يُخرِجه إلا إيمانٌ وتصديقٌ برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أن أقتل في سبيل الله، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل)).

<<  <   >  >>