للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصل السابع: إرشاد الناس إلى أن الله تعالى وصف الخير ووعد فاعله بالخير والمغفرة في الدنيا والآخرة، ووصف الشر وأنذر آتيه اللعنة وسوء الدار، ولم يعين أشخاصًا بأعينهم ولا أمة بذاتها؛ بل الناس أمام هذا المبدأ السامي سواء؛ لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} (فصلت: من الآية: ٤٦).

والأصل الأخير في ذلك: إرشاد الناس إلى أن الحكم بغير ما أنزل الله هلكة في الدنيا، وشقوة في الآخرة، وأن الله -عز وجل- أعلم بمصلحة عباده فأنزل لهم شرعًا يحيط بهذه المصلحة من جميع جهاتها، فكل مشرع سوى الله -عز وجل- في أي شأن من شئون الحياة فهو معتد على الله -تبارك وتعالى- منازع لله في حقوقه التي ينبغي أن تكون له خاصة، وقد سمى الله ذلك شركًا بقوله بهذا الأسلوب الإنكاري: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (الشورى: من الآية: ٢١) وقال سبحانه: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (التوبة: من الآية: ٣٠).

ب- تأثر جماعة أنصار السنة المحمدية بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تبارك وتعالى-:

تأثرت جماعة أنصار السنة المحمدية وغيرها من الجماعات السلفية في القرن الرابع عشر الهجري بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أمر ظاهر وجلي، شأنها في ذلك شأن الحركات الإصلاحية التي قامت في العالم الإسلامي متأثرة بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كحركة الشيخ عثمان بن فدية الفولاني في غرب أفريقيا، ويمكن إبراز وجود التأثر من خلال الأمور التالية:

أولًا: الأصول والمبادئ والأهداف المعلنة في برنامج وميثاق الجماعة التي يظهر فيها بوضوح وجلاء التشابه بينهما وبين الأصول والأهداف التي قامت عليها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وذلك كالدعوة إلى التوحيد الخالص،

<<  <   >  >>