للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي عام ألف وتسعمائة وخمسين من الميلاد اختير المستشار حسن الهضيبي -رحمه الله- مرشدًا للإخوان، وهو واحد من كبار رجال القضاء المصري، وقد اعْتُقِلَ عددًا من المرات، وصدر ضده عام ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين ميلادية حكم بالإعدام، ثم خُفِّفَ إلى المؤبد، وأفرج عنه آخر مرة في سنة ألف وتسعمائة وواحد وسبعين، وفي الثالث والعشرين من شهر يوليو من عام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين من الميلاد قامت مجموعة من الضباط المصريين، بزعامة اللواء محمد نجيب بثورة، وقد آزرتهم الإخوان في ذلك، ووقفت إلى جوار هؤلاء الضباط، لكن الإخوان بعد ذلك رفضوا الاشتراك في الحكم.

وقد اعتبر جمال عبد الناصر وقتئذ هذا الرفض نوعًا من فرض الوصاية على الثورة، ودخل الطرفان سلسلة من الجدل والخصومة، تطورت حتى قامت الحكومة في عام ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين من الميلاد باعتقال الإخوان وتشريد الألوف منهم، بحجة أنهم حاولوا الاعتداء على حياة عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية، وأعدمت الحكومة وقتئذ أيضًا ستة منهم، هم: الشيخ عبد القادر عودة، والشيخ محمد فرغلي، والشيخ يوسف طلعت، والشيخ هنداوي دوير، والشيخ إبراهيم الطيب، والشيخ محمود عبد اللطيف.

هؤلاء الستة أعدمتهم الحكومة عند حادث المنشية الذي وقع في الإسكندرية وفي عام ألف وتسعمائة وستة وستين تكرر اعتقال الإخوان بتهمة تشكيل جهاز سري، يهدف إلى قلب نظام الحكم، وَقَامَتِ الْحُكُومَةُ بشن حملات السجن والتعذيب، وقد أعدمت هذه المرة ثلاثة من أعضاء الجماعة، هم الشيخ سيد قطب -رحمه الله- الذي يعد المفكر الثاني في الجماعة بعد البنا، وقد ألقي القبض عليه، وأمضى في السجن عشر سنوات، وكان ذلك عقب حادثة المنشية، ثم أُفْرِجَ عنه

<<  <   >  >>