أن مشايخهم قد خُصُّوا بشيء ولا يظهروا ذلك على العامة؛ حتى لا يخرج العامة عليهم.
وكذلك كان رأيه في القدرية -رحمه الله- أن يستتابوا؛ فإن تابوا وإلا نُفُوا من ديار المسلمين، وكتب إلى بعض عماله كتابًا، جاء فيه -وهذا الكتاب نتبين من خلاله عقيدته -رحمه الله -تبارك وتعالى- كتب لبعض عماله يقول: أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره، واتباع سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وترك ما أحدث المحدثون، واعلم أنه لم يبتدع إنسان قط بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها، فعليك بلزوم السنة؛ فإنها لك بإذن الله عصمة، فإن السابقين المَاضِين على علم توقفوا، وببصر ناقد كَفّوا.
وَكَتَبَ أيضًا رسالة إلى المكذبين بالقدر جاء فيها:
"أما بعد: فقد علمتم أن أهل السنة كانوا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، وسينقص العلم نقصًا سريعًا".
ومنه قول عمر بن الخطاب -وهو يعظ؛ هذا كلام عمر بن عبد العزيز ينقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه-: إِنَّهُ لا عذر لأحد عبد الله بعد البينة بضلالة ركبها حسبها هدى، ولا في هدى تركه حسبه ضلالة، فقد تبينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر؛ فمن رغب عن أنباء النبوة وما جاء به الكتاب تقطعت من يده أسباب الهدى، ولم يجد له عصمة ينجو بها من الردى، وبلغكم أني أقول: إن الله قد علم، والعباد عاملون، فأنكرتم ذلك، وقد قال تعالى:{إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}(الدخان: من الآية: ١٥) وقال: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}(الأنعام: من الآية: ٢٨) وأن الله -عز وجل- قد قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلقها.