للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفقه وله أيضًا "الآداب الشرعية" الكبرى والوسطى والصغرى وهو كتاب أيضًا نافع ومفيد للغاية.

هؤلاء بعض تلاميذ شيخ الإسلام -رحمه الله تبارك وتعالى- وإلا فالذين انتفعوا بعلمه وكتبه، وما خلفه بعد ذلك من علم -رحمه الله- كثير وكثير وكثير، ولكنها إشارة، وقد ذكرت بعضا من الأعلام الكبار الذين هم تلامذة لشيخ الإسلام والتلاميذ أئمة، فما بالنا بالأستاذ الذي خرج وتعلم على يديه هؤلاء الأئمة. ولا شك أن نبوغ التلميذ يدل ويشير ويرشد إلى نبوغ وفقه وعلو منزلة ومكانة أستاذه رحم الله -تبارك وتعالى- هؤلاء الأئمة الأعلام وجعلنا من الذين يسلكون مسلكهم وينهجون نهجهم في أصول الدين وفروعه.

جـ- زهده وورعه:

ذكر بعض أهل العلم زهدًا رقيقًا وورعًا عظيمًا لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى- من ذلك ما قاله ابن فضل الله العمري، قال: كان يجيئه من المال في كل سنة ما لا يكاد يحصى فينفقه جميعه آلافًا ومئين، لا يلمس منه درهمًا بيده، ولا ينفقه في حاجته، بل كان إذا لم يقدر -يعني: لم يقدر إلى صرف هذا المال- يعمد إلى شيء من لباسه فيدفعه إلى السائل. يعني: إذا لم يكن عنده شيء ينفقه في سبيل الله -تبارك وتعالى- فيدفع إلى السائل ما يلبسه هو. قال: وهذا مشهور عند الناس من حاله.

وحكى من يوثق به، قال: كنت يومًا جالسًا بحضرة شيخ الإسلام ابن تيمية، فجاءه إنسان فسلم عليه، فرآه الشيخ محتاجًا إلى ما يعتم به يعني: إلى عمامة يلبسها، فنزع الشيخ عمامته -من غير أن يسأله الرجل- فقطعها نصفين فاعتم،

<<  <   >  >>