للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان عمر رضي الله عنه إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان واستشارهم وقال: هم أحدّ قلوبا. قيل: رأي الشيخ كالزّند الذي انثلم، ورأي الشابّ كالزند الصحيح يورى بأيسر اقتداح. حكيم: اجعل سرّك إلى واحد ومشورتك إلى ألف. فيلسوف الهند: بالرأي ينال ما لا ينال بالقوة والجنود. عليّ رضي الله عنه: نعم المؤازرة المشاورة، وبئس الاستعداد الاستبداد. الأرّجانيّ رحمه الله تعالى:

شاور سواك إذا نابتك نائبة ... يوما وإن كنت من أهل المشورات

فالعين تنظر منها ما دنا ونأى ... ولا ترى نفسها إلا بمرآة «١»

عبد الملك بن مروان: لأن أخطىء وقد استشرت، أحبّ إليّ من أن أصيب وقد استبددت. فضل بن سهل «٢» : الرأي يسدّ ثلم السيف، والسيف لا يسدّ ثلم الرأي. قيل:

الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أوّل وهي المحلّ الثاني «٣»

عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «المستشير معان» . بعض الحكماء: لا يصلح الرأي إلّا بثلاث: دربة في الأمور، ونظر بالسياسة، وفكر في العواقب. الحسن: الناس ثلاثة: فرجل رجل، ورجل نصف رجل. ورجل لا رجل. فأما الرجل فذو الرأي والمشورة، وأمّا نصف الرجل فالذي له رأي ولا يشاور، وأمّا الذي ليس برجل فالذي لا رأي له ولا يشاور. يقال: أعقل الرجال لا يستغني عن مشاورة أولي الألباب، وأفره الدوابّ لا يستغني عن السّوط، وأورع النساء لا تستغني

<<  <   >  >>