[الروضة الثامنة عشرة في الجوابات المسكتة ورشقات اللسان]
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:«لا يعدي شيء شيئا، فقال أعرابيّ: يا رسول الله إنّ النّقبة «١» تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة، فتجرب كلّها. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فما أجرب الأوّل؟» . لمّا توجّه عمر إلى الشام قال له رجل:
أتدع مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: أدع مسجد رسول الله لإصلاح أمّة رسول الله، ولقد هممت أن أضرب على رأسك بالدّرّة حتى لا تجعل الردّ على الأئمة عادة فتتخذها الأخلاف سنّة. عليّ رضي الله عنه قال له يهودي: ما دفنتم نبيّكم حتى اختلفتم. فقال: إنما اختلفنا عنه لا فيه، ولكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيّكم: اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ
«٢» .
خرج خادم من دار سليمان بن المنصور وبيده عود لجارية سليمان يريد إدخاله دار الرشيد، فمرّ على شيخ يلقط النّوى ويتقوّت بثمنه، فكسر العود، فتعلّق به الخادم. وبلغ الخبر الرشيد فأمر بقتله، فقال سليمان: ألا تسمع كلامه؟
فأحضر وفي يده كيس فيه نوى، فقال الرشيد: ما حملك على ما صنعت؟
فقال: رأيت منكرا فغيّرته، وأنت وآباؤك تقولون على المنابر: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
«٣» الآية. فهابه الرشيد ولم يقدر على التكلم، فقام الشيخ وخرج،