الروضة السادسة والثلاثون في العمل والكدّ والتعب والسرعة والشغل والطلب والاستجداء ورفع الحوائج وقضائها
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«الكيّس «١» من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها ثم تمنّى على الله» . عليّ رضي الله عنه: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما ينفي عنّي حجة الجهل؟ قال: العلم. قال: فما ينفي حجّة العلم؟ قال: العمل. داود الطائيّ رحمه الله: أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع آلته؟ فإذا أفنى عمره في جمع الآلة فمتى يحارب؟ وإنّ العلم لآلة، فإذا أفنى المرء عمره في جمعه فمتى يعمل؟!. عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
«تعلّموا ما شئتم أن تعلّموا، فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا، فإنّ العلماء همتهم الرعاية والسفهاء همّتهم الرواية» . الأوزاعيّ: إذا أراد الله بقوم شرّا أعطاهم الجدل، ومنعهم العمل. أبو تمام:
ولم يجدوا من عالم غير عامل ... خلافا ولا من عامل غير عالم
في المثل: الكسل باب من الزندقة. عليّ كرّم الله وجهه: تدارك في آخر العمر ما فات من أوّله. أبو مسهر:
ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له ... من الله في دار البقاء نصيب
فلن تعجب الدنيا رجالا فإنها ... متاع قليل والزمان قريب