[الروضة التاسعة عشرة في الحياء والسكوت والعزلة والوحدة والاختلاط]
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«لكلّ دين خلق، وخلق الإسلام الحياء» . وعنه صلّى الله عليه وسلّم:
«الحياء شعبة من الإيمان» . عليّ رضي الله عنه: من كساه الحياء ثوبه، لم ير الناس عيبه. أعرابيّ: لا يزال الوجه كريما ما غلب حياؤه، ولا يزال الغصن نضيرا ما بقي لحاؤه «١» .
يعيش المرء ما استحيا كريما ... ويبقى العود ما بقي الّلحاء
وما في أن يعيش المرء خير ... إذا ما المرء فارقه الحياء «٢»
قيل: الوجه المصون بالحياء، كالجوهر المكنون في الوعاء. الإمام الشافعيّ رضي الله عنه، زار الإمام أبا حنيفة ببغداد، قال: فأدركتني صلاة الصبح وأنا عند ضريحه، وصلّيت الصبح فلم أجهر بالبسملة ولا قنتّ حياء من أبي حنيفة رضي الله عنه. الربيع: ما دخل الشافعيّ بغداد إلا ومشى إلى قبر أبي حنيفة وزاره ودعا عنده فقضيت حاجته. أرسطاطاليس: من استحيا من الناس ولم يستحي من نفسه فلا قدر لنفسه عنده. وهب: إذا كان في الصبيّ خلقان الحياء والرهبة، طمع في رشده. عليّ رضي الله عنه: لا تعمل الخير رياء، ولا تتركه حياء.
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«رحم الله امرأ أمسك فضل لسانه، وبذل فضل ماله» .
عليّ رضي الله عنه: إذا تمّ العقل نقص الكلام. قيل: من كثر لغطه كثر غلطه.