للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الروضة الخامسة في الظن والفراسة والعقل والفطنة والرأي والتدبير والتجارب والمشاورة]

عليّ رضي الله عنه: اتّقوا ظنون المؤمنين، فإنّ الله جعل الحق على ألسنتهم. قيل لعالم: من أسوأ الناس حالا؟ قال: من لا يثق بأحد لسوء ظنّه، ولا يثق به أحد لسوء فعله. طلب المتوكّل جارية الزّقّاق «١» بالمدينة، فكاد يزول عقله لفرط حبّها. فقالت لمولاها: أحسن الظنّ بالله وبي، فإني كفيلة لك بما تحبّ. فحملت «٢» ، فقال لها المتوكل: اقرئي، فقرأت: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ

«٣» . ففهم المتوكل ما أرادت فردّها. قيل لصوفي: ما صناعتك؟ قال: حسن الظنّ بالله وسوء الظنّ بالخلق. كان ابن الزبير يقول: لا عاش بخير من لم ير برأيه ما لم ير بعينه. يقال: من لم تعرفك غائبا أذناه لم تعرفك شاهدا عيناه. قيل: كما أنّ الأبصار تنطبع فيها المشاهدات إذا سلمت من صدأ الآفات، فكذلك العقول مرايا تنطبع فيها الغائبات إذا سلمت من صدأ الشهوات.

قيل ليعقوب عليه السّلام: إنّ بمصر رجلا يطعم المساكين ويملأ حجر اليتيم. فقال: ينبغي أن يكون هذا من أهل البيت. فنظروا فإذا هو يوسف عليه

<<  <   >  >>