للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الروضة الخمسون في الموت والوصيّة والمصيبة وما يتصل بذلك من ذكر القبر والنّعش والتّعزية

ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا مات لأحدكم الميت فحسّنوا كفنه وعجّلوا إنجاز وصيته وأعمقوا له في قبره وجنّبوه جار السوء.

قيل: يا رسول الله وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة؟ فقال: هل ينفع في الدنيا؟ قالوا: نعم، فقال: كذلك ينفع في الآخرة» . قال ابن المبارك: أحبّ إلينا أن يكفّن الرجل في ثيابه التي كان يصلّي فيها. عن أبي الدرداء رضي الله عنه: ما من مؤمن إلا والموت خير له، ومن لم يصدّقني فإن الله تعالى يقول:

وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ

«١» وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ

«٢» . ولما أحسّ الموت ابن أدهم قال: أو تروا لي قوسي، فقبض على قوسه، فقبض الله روحه والقوس في قبضته. ميمون بن مهران: بات عند عمر ابن عبد العزيز فرآه كثير البكاء والمسألة للموت، فقال: صنع الله على يديك خيرا كثيرا فأحييت سنّة وأمتّ بدعة، ففي حياتك خير وراحة للمسلمين، فقال: أفلا أكون كالعبد الصالح لما أقرّ الله عينه وجمع له أمره قال: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

«٣» . يعني يوسف عليه السّلام. قيل: ما تمنّى الموت نبيّ قبله ولا بعده.

<<  <   >  >>