فقال الرشيد للخادم: الحقه ببدرة، فلحقه فلم يقبل، وقال: قل له يردّها على من أخذ منه. ثمّ ولّى منشدا:
أرى الدنيا لمن هي في يديه ... بلاء كلّما كثرت لديه
إذا استغنيت عن شيء فدعه ... وخذ ما أنت محتاج إليه
رفع رجل رجلا إلى عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه وقال: إنّ هذا زعم أنه احتلم على أمّي فقال: أقمه في الشمس واضرب ظلّه. سئل عليّ رضي الله عنه عن مسافة ما بين الخافقين «١» فقال: مسيرة يوم للشمس. قيل لعليّ كرّم الله وجهه: ما بال خلافة عثمان مع خلافتك كانت متكدّرة، بخلاف خلافة الشيخين؟ فقال: كنت أنا وعثمان من أعوانهما، وأنت وأمثالك من أعواننا.
قال رجل لجعفر بن محمد رضي الله عنهما: ما الدليل على الله تعالى؟ ولا تذكر لي العالم والعرض والجوهر. فقال له: هل ركبت البحر؟ قال: نعم. قال:
هل عصفت بكم الريح حتى خفتم الغرق؟ قال: نعم. قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب والملّاحين؟ قال: نعم. قال: هل تتبّعت نفسك أن ثمّة من ينجيك؟ قال: نعم. قال: فإن ذاك هو الله.
شهد أعرابيّ عند معاوية بشيء يكرهه، فقال معاوية: كذبت. فقال: والله الكاذب متزمّل في ثيابك. فتبسّم معاوية وقال: هذا جزاء من عجّل. قيل: قال معاوية لعقيل بن أبي طالب: إن فيكم شباقة «٢» يا بني هاشم. قال: فينا في الرجال، وفيكم في النساء. قيل: إنّ معاوية قال لابن عباس: يا بني هاشم ما لكم تصابون في أبصاركم؟ قال: كما تصابون أنتم في بصائركم. مرّ نصر بن