تحبّ عدوّي ثم تزعم أنني ... صديقك؟ ليس النّوك عنك بعازب «١»
غيره:
أترجع أحباب بنقص وذلّة ... وترجع أعداء بفضل وعزّة؟
إذا كان هذا في الأحبّة فعلكم ... فلا فرق ما بين العدا والأحبّة
صوفيّ: إذا صحّ الودّ سقطت شروط الأدب. بعض العارفين:
إذا ما حبال الودّ تشتدّ بيننا ... فلا شكّ أن يطوى بساط التكلّف
عليّ رضي الله عنه: شرط الألفة ترك الكلفة. الجنيد «٢» : لا تصحب من تحتاج أن تكتمه ما يعرف الله منك. قيل: صن الاسترسال منك حتى تجد مستحقا له، واجعل أنسك آخر ما تبذله من ودّك. جعفر بن محمد: إياك وسقطة الاسترسال فإنها لا تستقال. الأكثم: الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء. قيل: إذا أقبل عليك مقبل بودّ فلا تكثر الإقبال عليه، فالإنسان من شأنه التباعد ممّن دنا منه والدنوّ ممن تباعد عنه. قيل: من أحببت فلا تأمنه، ومن أبغضت فلا تهجره. وقيل: خالط الناس وزايلهم. الفضيل: من سخافة عقل الرجل كثرة معارفه.
قيل: المروءة التامّة مباينة العامّة. وقيل: من استأنس بالله استوحش من الناس. كان ابن المبارك لا يجالس إلا كتبه، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال:
كيف أستوحش وأنا أجالس الله تعالى والملائكة والأنبياء والخلفاء والعلماء