للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فركب الدابّة وذهب إلى بيته والغلام وافقه، فخرج صاحب الدابّة فلم يجدها فذهب إلى بيته ماشيا. ولما رجع الغلام أخبر سيده بما وقع، فقال: يا غلام إن صدقت فأنت حرّ لوجه الله تعالى.

دخل الفتح الموصليّ في بيت صديقه فقال لجاريته ائتيني بكيس الدراهم، فأخذ درهمين من الكيس، فلما رجع الرجل إلى بيته أخبرته الجارية بذلك فقال:

أنت حرّة لوجه الله تعالى إن صدقت. وفي الحديث: «ربّ أخ لك لم تلده أمّك» «١» . المأمون: الإخوان ثلاثة: أخ كالغذاء يحتاج إليه في كلّ وقت، وأخ كالدواء يحتاج إليه أحيانا، وأخ كالداء لا يحتاج إليه أبدا. لقمان: إذا أردت مؤاخاة رجل فانظر، فإن كانت محاسنه أكثر فارتبطه. حكيم: ليكن اختيارك من الأشياء جديدها، ومن الإخوان قديمهم.

معاوية لكاتبه: عليك بصاحبك الأقدم، فإنّك تجده على مودّة واحدة وإن قدم العهد وبعدت الديار، وإياك وكل مستحدث فإنه يأكل مع كلّ من أكل، ويجري مع كل ريح. قيل: لا تستبدلنّ أخا قديما بأخ مستفاد «٢» فإنه لا يستقيم لك. أبو تمام:

نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحبّ إلّا للحبيب الأوّل

كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأوّل منزل «٣»

قيل: عليك بمستطرف الإخوان، سيحدث منهم مستظرف الإحسان، وتأمن منهم بوائق الثقات. وقيل في جواب أبي تمام:

<<  <   >  >>