أبو نواس: قلت لبخيل: لم تأكل وحدك؟ قال: السؤال عمن أكل مع الغير. يقال: إذا سألت اللئيم فغافصه «١» ولا تدعه يتفكّر لأنه كلّما تفكّر ازداد بعدا. قيل: شرّ ما في الكريم أن يمنعك جداه، وخير ما في اللئيم أن يكفّ عنك أذاه. قيل: ثوب الجود خلف، وثواب البخل تلف. كان يقال: الجواد يأكل ماله والبخيل يأكل ماله. دخل هشام بن عبد الملك بستانا له فأكل أصحابه من ثمارها فقالوا: بارك الله لك فيها. فقال: كيف يبارك الله فيها وأنتم تأكلونها؟ قيل في وصف بخيل:
يمحو كتاب الفلس في كفّه ... من شدّة القبض على الفلس
يكتب بالحبر على خبزه ... أعاذك الله من الضرس
أمر عبد الله بن الزبير لأبي الجهم العدويّ بألف درهم فدعا له وشكر، فقال: بلغني أنّ معاوية أمر لك بمائة ألف فسخطتها وشكوته وقد شكرتني، فقال أبو الجهم: بأبي أنت أسأل الله أن يديم لنا بقاءك فإني أخاف إن فقدناك أن يمسخ الناس قردة وخنازير، كان ذلك من معاوية قليلا وهذا منك كثير. فأطرق عبد الله ولم ينطق. الحسن البصري: المؤمن لا يكون ممسكا أعوذ بالله منه. والله تعالى أعلم.