تتعرّض لأحد فقد أخذه من لا يردّه، ورآه من لا ينمّ عليه. سرق رجل من مجلس معاوية كيس دنانير وهو يراه، فقال الخازن: لقد نقص من المال كيس دنانير، فقال: صدقت وأنا صاحبه وهو محسوب لك. العرب: الخلّة تدعو إلى السّلّة «١» . قيل: البريء جريء والخائن خائف. قطع قوم بالبادية فكتب الحجاج إلى عمر بن حنظلة: أمّا بعد فإنكم أقوام قد استبحتم هذه الفتنة، فلا على حقّ تقيمون، ولا عن باطل تمسكون، وإني أقسم بالله لتأتينّكم مني خيل تدع أبناءكم يتامى ونساءكم أيامى. سرق لرجل درهم فقيل له: يكون في ميزانك يوم القيامة، فقال: قد سرق مع الميزان. سرق لرجل آخر خرج فقيل له: لو قرأت عليه آية الكرسي لم يسرق، فقال: قد كان فيه مصحف بالتمام. دخل اللصوص على أبي بكر الربابيّ يطلبون شيئا فرآهم يدورون في البيت فقال: يا فتيان هذا الذي تطلبونه في الليل قد طلبناه في النهار فما وجدناه، فضحكوا وخرجوا. سرق لآخر بغل فقال واحد: الذنب لك في إهمالك أمره، وقال آخر: الذنب للسائس، فقال: يا قوم واللصّ لا ذنب له؟. سئل رجل: إلى أين؟ فقال: إلى الكناسة «٢» لأشتري حمارا، فقيل له: قل إن شاء الله، فقال:
لست أحتاج إلى الاستثناء فالدراهم في كمي والحمير في الكناسة فلم يبلغ الكناسة حتى طرّ «٣» دراهمه من كمّه، فرجع فقال له رجل: من أين؟ قال: من الكناسة إن شاء الله، سرق دراهمي إن شاء الله. والله سبحانه وتعالى أعلم.