للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مات عمر وفي ذلك اليوم ختنت، وتزوّجت يوم قتل عثمان، وولد لي يوم قتل عليّ، فمن مثلي؟. يزيد بن المهلّب: قال لأهله: إياكم والغناء فإنه يسقط المروءة وينقص الحياء ويبدي العورة ويزيد الشهوة، وإنه لينوب عن الخمر ويصنع بالعقل ما يصنع السكر، وإن كان ولا بدّ فجنّبوه النساء، فإنه داع للزنى. نزل قوم بالكميت فأضافهم، فغنّى رجل منهم وكان حسن الصوت، فقال: حقّ على الرجل أن يحصن سمع حرمه كما يحصن فرجهنّ. قيل: الغناء رقية الزنى. وقيل:

الغناء إدام المدام. وقيل: مما يفسد العقل الولوع بالسماع وطول ملازمته.

يقال: إن أبا نصر الفارابيّ أوّل من وضع الآلة المسمّاة بالقانون وأول من ركّبها. نافع: سمع ابن عمر رضي الله عنهما مزمارا فوضع إصبعيه في أذنيه وقال: «كنت مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا» . المأمون: الطبل لهو غليظ.

كانت لبعض الظرفاء جاريتان مغنّيتان: حاذقة ومتخلّفة، فكان يخرق قميصه إذا غنّت الحاذقة، ويخيطه إذا غنّت الأخرى. سمع فيلسوف صوت مغنّ بارد فقال: يزعم أهل الكهانة أنّ صوت البوم يدلّ على موت الإنسان، فإن كان ما ذكروا حقّا فصوت هذا يدلّ على موت البومة. قيل لرجل من العرب: ما الجمال؟ قال: غور العينين وإشراف الحاجبين ورحب الأشداق وبعد الصوت.

سأل الحجاج بعض جلسائه عن أرقّ الصوت عندهم، فقال أحدهم: ما سمعت صوتا أرقّ من صوت قارىء حسن الصوت يقرأ كتاب الله تعالى في جوف الليل. فقال: إنّ ذلك لحسن. وقال آخر: ما سمعت صوتا أعجب من أن أترك امرأتي ماخضا «١» وأتوجّه إلى المسجد بكيرا فيأتيني آت فيبشّرني بغلام.

<<  <   >  >>