فلأجل خيرهم، وأمّا الأشرار فلاستكفاف شرّهم. ابن مخلد: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر:
اجلس فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:«من أحبّ أن يمثل له الرجال قياما فليتبوّأ مقعده من النار» . أبو أمامة: خرج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلينا متوكّئا على عصاه، فقمنا إليه فقال:«لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظّم بعضهم بعضا» . قيل:
لا معنى للقيام، إذا لم يكن بين الأقوام. عليّ بن الحسين: عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وصيته لعليّ رضي الله عنه: «يا عليّ لا فقر أشدّ من الجهل ولا وحشة أشدّ من العجب» . رأى رجل رجلا يختال في مشيته فقال: جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني الله مثلك في نفسي. قيل لحكيم: ما الشيء الذي لا يحسن أن يقال وإن كان حقّا؟ قال: مدح الرجل نفسه. نظر رجل إلى ولد أبي موسى يختال فقال: يمشي كأنّ أباه خدع عمرا «١» . سمع الفرزدق أبا بردة يقول: كيف لا أتبختر وأنا ابن أحد الحكمين؟ فقال له: أحدهما مائق «٢» والآخر فاسق، فكن ابن أيّهما شئت. نظر عمر بن عبد العزيز إلى علويّ يمشي مشية منكرة فقال له:
يا هذا إن الذي شرفت به لم تكن هذه مشيته. الحسن: لو كان الرجل كلّما قال أصاب أو كلّما عمل أحسن أو شك أن يجنّ من العجب»
. نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي دجانة يتبختر بين الصفّين فقال:«إنّ هذه مشية يبغضها الله إلّا في هذا المكان» .
قيل: الكبر في الأجناس الذليلة أرسخ، ولكنّ القلّة والذلّة مانعتان من ظهور