للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معقبات، وبينها وبين النّجز عقبات وأيّ عقبات. عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «عدة المؤمن كأخذ باليد» «١» .

قيل: العذر الجميل أحسن من المطل الطويل. قيل: تأخير الإسعاف من قرائن الإخلاف، فإن أدرت الإنعام فأنجح، وإن تعذرت الحاجة فأفصح.

أبو إسحاق:

جود الكريم إذا ما كان عن عدة ... وقد تأخّر لم يسلم من الكدر

إن السحائب لا تجدي بوارقها ... نفعا إذا هي لم تمطر على الأثر

كتب أبو العيناء إلى بعض الرؤوساء حين تأخّر وعده: ثقتي بك تمنعني من استبطائك، وعلمي بشغلك يدعوني إلى إخبارك، وليس لي مع ثقتي بعلوّ همّتك أمن من اخترام الأجل «٢» ، فإنّ في الآجال آفات الآمال، فسح الله في أجلك وبلّغك منتهى أملك. قال رجل لبعض الأمراء: وعدتني بكذا، فقال:

ما أذكره، فقال الرجل: عدم ذكرك لأنّ من وعدته كثير فتنسى، وأنا لا أنساه لأن من أسأله مثلك قليل. فاستحسنه وقضى حاجته. أبو إسحاق:

وما طل الوعد مذموم وإن سمحت ... يداه من بعد طول المطل بالبدر

يا دوحة الجود لا عتب على رجل ... يهزّها وهو محتاج إلى الثمر

وعد رجل رجلا ولم يف له، فقال: أخلفتني، فقال: والله ما أخلفتك

<<  <   >  >>