للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤمنين: كل يوم يمضي من نعمتك ينقص من محنتي والأمر قريب والموعد الصراط والحاكم الله. فلمّا بلغ الرشيد خرّ مغشيّا عليه ثم أفاق وأمر بإطلاقه.

بعض مشايخنا: كان من ديدن السلطان بسمرقند الامتحان بنفسه مرّات لطلبة مدرسته المرتبين أعالي وأواسط وأداني، بعد تعيين جماعة كثيرة من العدول الأفاضل غير المدرّسين للامتحان حذرا من الحيف، وكان يعدّ الحيف في الرتبة بين المستعدّين من قبيل الكفر في الدين. مرّ عامر برجل قد صلبه الحجاج فقال: يا ربّ إن حلمك على الظالمين قد أضرّ بالمظلومين فرأى في منامه أن القيامة قد قامت وكأنه دخل الجنة فرأى المصلوب فيها في أعلى عليين فإذا مناد ينادي: حلمي على الظالمين أحلّ المظلومين في أعلى عليين. كان رجل ظالم مسمّى بالعلاء واليا على مازندران وقد خرج الناس يوما إلى الاستسقاء فلما فرغ الإمام من الصلاة صعد على المنبر ورفع يده للدعاء وقال: اللهمّ ادفع عنّا البلاء والوباء والغلاء، وفي المجلس أعرابيّ رأى ظلما منه فقام وقال: والعلاء والعلاء. قيل:

وراعي الشاء يحمي الذئب عنها ... فكيف إذا الرّعاء لها ذئاب «١»

وقيل:

أوتيت ملكا لترعانا فتأكلنا ... أكل الذئاب أذئب أنت أم راعي؟

لقي ملكشاه رجلا يبكي فسأله فقال: ابتعت بطيخا فأخذوه مني وكان في أول قدوم البطيخ، فقال لبعض غلمان: إن نفسي قد تاقت إلى البطيخ فطف في العسكر، فعاد ومعه بطيخ فأحضر من وجد عنده وكان أميرا فقال: من أين لك هذا؟ فقال: جاء به الغلمان، فقال: أحضرهم الساعة، فعرف الأمير القصة فغيّبهم وعاد قائلا: ما وجدتهم. فقال ملكشاه لصاحب البطيخ: هذا مملوكي قد

<<  <   >  >>