كل العذاب قطعة من السفر ... يا ربّ فارددني إلى روح الحضر
قيل لابن الأعرابيّ: لم سمّي السفر سفرا؟ فقال: لأنه يسفر عن أخلاق القوم، أي يكشف.
عن ابن عباس رضي الله عنهما: خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلّة. وقيل:
الواحد شيطان والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب. سافر أعرابيّ خليع فرجع خائبا فقال: ما ربحنا من سفرنا إلّا ما قصّرنا من صلاتنا. بعض العرب: الغبطة الكفاية مع لزوم الأوطان، والجلوس مع الإخوان، والذلّة التنقّل في البلدان.
والتنحّي عن الأوطان. قيل لأعرابيّ: ما السرور؟ قال: أوبة بغير خيبة، وألفة بغير غيبة. قيل: الغريب كالفرس الذي زايل أرضه «١» وفقد شربه، وهو ذاو «٢» لا يسمن. عسرك في بلدك أعزّ من يسرك في غربتك. أعرابيّ: أردت السفر فقلت: إن سافرت في صفر أخاف أن تصفر يدي «٣» وإن سافرت في محرّم أخشى أن أحرم، فأخّرته إلى ربيع، وسافرت فمرضت، وكان ظني أنه من ربيع الرياض، فصحّ أنه من ربيع الأمراض. قيل:
لقرب الدار في الإقتار خير ... من العيش الموسّع في اغتراب
يقال: من سعادة جدّك وقوفك عند حدّك. عمر رضي الله عنه: لولا حبّ الوطن لخرب بلد السوء، فبحبّ الأوطان عمرت البلدان. قيل:
لا ينسينّ كريم أرض منشئه ... وليس عندي من ينسى بإنسان