للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصوليّ: غضب المأمون على رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن قديم الخدمة وحديث التوبة يمحوان ما بينهما من الإساءة، فرضي عنه. وقف رجل بين يديه فقال: والله لأقتلنّك، فقال: يا أمير المؤمنين تأنّ عليّ، فقال: قد حلفت، فقال: لأن تلقى الله حانثا خير لك من أن تلقاه قاتلا، فعفا عنه. عبد الله بن طاهر: كنت عند المأمون ثاني اثنين فنادى: يا غلام يا غلام، بأعلى صوته، فدخل غلام تركيّ فقال: ألا ينبغي للغلام أن يأكل أو يشرب أو يتوضأ أو يصلي؟

كلّما خرجنا من عندك تصيح: يا غلام يا غلام، إلى كم يا غلام يا غلام، فنكس رأسه طويلا فما شككت في أنه يأمرني بضرب عنقه، فرفع رأسه وقال: يا عبد الله إن الرجل إذا حسنت أخلاقه ساءت أخلاق خدمه وإذا ساءت أخلاقه حسنت أخلاق خدمه، فلا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لتحسين أخلاق خدمنا. قيل ليحيى بن خالد البرمكيّ: لم لا تؤدّب غلمانك؟ فقال: هم أمناؤنا على أنفسنا فإذا أخفناهم كيف نأمنهم؟. عثمان رضي الله عنه: ما ملك رقيقا، من لم يتجرّع بغيظ ريقا.

أكثم: الحرّ حرّ وإن مسّه الضرّ، والعبد عبد وإن مشى على الدرّ. قيل في وصف عبد: غلام يأكل فارها «١» ، ويعمل كارها، ويبغض قوما، ويحبّ نوما.

كان لرجل غلام من أكسل الناس فأمره بشراء عنب وتين فأبطأ حتى نوّط «٢» روحه، ثم جاء بأحدهما فضربه وقال: ينبغي لك إذا استقضيتك حاجة أن تقضي حاجتين، ثم مرض فأمره أن يأتي له بطبيب، فجاء به وبرجل آخر، فقال: لم

<<  <   >  >>