قد كنت أجزع من حلولك مرّة ... فالآن من حذر ارتحالك أجزع
أعرابيّ: وضع رداء مجونه لما بدا الفجر من ليالي قرونه «١» . قيل لرجل:
ألا تشرب؟ فقال: شيب الرأس مطردة عن الكأس. قيل: الشيب مطيّة الأجل وطريدة الأمل. نظر أبو يزيد قدّس الله سرّه إلى المرآة فقال: ظهر الشيب، ولم يذهب العيب، ولا أدري ما في الغيب. قيل: إنّ أوّل من شاب من ولد آدم إبراهيم الخليل عليهما السلام. فقال: يا ربّ ما هذا؟ فقال: نوري، فقال:
ربّ زدني من نورك ووقارك. عيّر حكيم بالشيب فقال: نور يورثه تعاقب الليالي والأيام، وحلم يفسده مرّ الشهور والأعوام، ووقار يلبسه مدى العمر ومضيّ الدهر. رأى حكيم شيبة فقال: مرحبا بثمرة الحكمة وجني التجربة ولباس التقوى. عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:«يقول الله تعالى: الشيب نوري فلا يجمل بي أن أحرق نوري بناري» .
حكيم: الشيب نور لمن اهتدى وظلمة لمن ظلم. حكيم: إن خير نصفي عمر الرجل آخره: يذهب جهله، ويثوب حلمه، ويجتمع رأيه، وشرّ نصفي عمر المرأة آخره: يسوء خلقها، ويحدّ لسانها، ويعقم رحمها. أنس، رفعه:
«خير شبابكم من تشبّه بكهولكم وشرّ كهولكم من تشبّه بشبابكم» .
أيوب عليه السلام: إن الله يزرع الحكمة في قلب الصغير والكبير، فإذا جعل الله العبد حكيما في الصّبا لم يضع منزلته عند الحكماء حداثة سنّه وهم يرون عليه من الله نور كرامته. دخل الحسين بن الفضل على بعض الخلفاء وعنده كبير من أهل العلم، فأحبّ أن يتكلّم فزجره وقال: أصبيّ يتكلّم في هذا المقام؟ فقال: