ينظر في كتاب، قال: يا بنيّ ما كتابك هذا؟ قال: بعض ما يشحذ الفطنة ويؤنس من الوحشة. فقال: الحمد لله الذي رزقني ذرّية يرى «١» بعين عقله أحسن مما يرى بعين وجهه. وسئل بعض الملوك عن مشتهاه فقال: حبيب أنظر إليه، ومحتاج أنظر له، وكتاب أنظر فيه.
وخير جليس في الزمان كتاب «٢»
وقيل: إذا كتبت كتابا فأعد النظر إليه، فإنما يختم على قلبك.
الخليل: إذا نسخ الكتاب ثلاث نسخ ولم يعارض «٣» تحوّل بالفارسية. قال ابن المبارك: ما قرأت كتاب رجل قطّ إلا عرفت مقدار عقله. إسماعيل الثقفي:
عقول الرجال في أطراف أقلامها. وقيل: من ألّف كتابا أو شعرا إنما يعرض الناس على عقله، فإن أصاب فقد استهدف، وإن أخطأ فقد استقذف «٤» .
وقالوا: لا يزال المرء في فسحة من أمره ما لم يقل شعرا أو يؤلّف كتابا. رأى الخليل مع رجل دفترا بخطّ دقيق فقال: أيست يا هذا من طول العمر «٥» ؟. يقال للخطّ الرديء: خطّ الملائكة، لأن خطّهم غير بيّن للناس، وأجود الخطّ أبينه.
القلم الرديء كالولد العاقّ والأخ المشاقّ «٦» .
عليّ رضي الله عنه، حين ضرب: ما قطعت قطيعة غنم، ولا لبست