أخذه. فتعجبت من قوله ثم طلبته فوجدته في أثناء ورق المصحف. صلب منجّم، فقيل: هل رأيت هذا في نجمك؟ فقال: رأيت رفعة ولكن لم أعلم أنها فوق الخشبة. وسأل منجم رجلا عن طالعه فقال: تيس. فقال: ليس في السماء تيس.
قال الرجل: كان يقول المنجمون: الطالع في ولادتك جدي وأنا صرت كهلا فلا بدّ أن يصير طالعي تيسا.
ونظر مدنيّ إلى قوم يستسقون ومعهم الصبيان، فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: نرجو بهم الإجابة. قال: لو كان دعاؤهم مجابا لما بقي في الأرض معلّم. قال أبو عثمان «١» : مررت يوما بمعلّم بين يديه غلام يقرأ: وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي
. وقال المعلّم: إِلى يَوْمِ الدِّينِ
«٢» .
معلّم الصبية شرّ الورى ... وعقله أنقص من عقلهم
بقدر ما يلقي إلى ذهنهم ... من علمه يكسب من جهلهم
وكان بعض الكتّاب يكتب، وإلى جنبه رجل يتطلّع في كتابه. فلمّا شقّ عليه كتب فيه: ولولا ثقيل بغيض كان إلى جنبي يتطلّع لشرحت جميع ما في نفسي.
فقال الرجل: يا سيدي والله ما كنت أتطلع. قال: ومن أين قرأت هذا الذي أنكرت؟. ودخل حاجب الحجاج وقال: فلان الكاتب بالباب- قال ابن قرّة «٣» : الكتّاب أسوأ. الناس خلقا- ودخل الكاتب وأكرمه الحجاج فخرج، وقال الحجاج: لولا حقّ صحبتك لقتلتك يابن قرّة. قال الله تعالى: كِراماً كاتِبِينَ
. قال ابن قرّة: أنا أقول في كتّاب الديوان لا في ملائكة الرحمن.