حسن الفعال من الصلصال مقصود «١» ... والمرء بالفعل مذموم ومحمود
فإنّما يرفع الإنسان أربعة: ... العلم والحلم والإحسان والجود
يقال: من هان عليه المال توجّهت إليه الآمال. من رقي في درجات الهمم عظم في عيون الأمم. من كبرت همّته كثرت قيمته. قيل: من تمام الكرم إتمام النعم. في الحكمة: ثواب الجود خلف ومحبّة ومكافأة، وجزاء البخل حرمان وإتلاف ومذلّة. عمر بن عبد العزيز: لو تحالفت الأمم وجئنا بالحجّاج لغلبناهم، ما كان يصلح للدنيا ولا للآخرة، لقد ولي العراق وهو أوفى العمارة، فأخسّ بها «٢» حتى صيّر خراجها أربعين ألف ألف، وقد أدّى عاملي ثمانين ألف ألف، وإن بقيت إلى قابل رجوت خراج عمر بن الخطاب رضي الله عنه مائة ألف ألف.
قيل: من بذل فلسه صان نفسه. دخل رجل عليه ثياب رثة يوما على الإسكندر، فتكلّم بفصاحة فقال الإسكندر: ليكن حسن ثيابك كحسن كلامك، فقال: أنا قادر على الكلام وأمّا الثياب فأنت تقدر عليها. فخلع عليه وأكرمه.
عن بعض الأسخياء أنّ محتاجا سأله فقال: من أنت؟ فقال: الذي أحسنت إليّ وقت كذا. فقال: مرحبا بمن توسّل بنا علينا. قيل: أحقّ الناس بحلّتك أصدقهم في خلّتك «٣» . كان لملك وزير كاف لأمور السياسة، فهرب منه، فكتب الملك إليه بخطّه، ووعده من الملك والملك. فأجاب: أمّا بعد فإني