للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه حكم الجاهل. قيل: إذا ساد اللئام باد الكرام. وقيل: إذا ارتفع الوضيع اتّضع الرفيع. دولة الأشرار محنة الأخيار. إذا ملك الأراذل هلك الأفاضل. إذا ساد السّفل خاب الأمل. من أجلّ الغنائم دولة الأكارم.

أمرّ من طعم كلّ مرّ ... خضوع حرّ لغير حرّ

آخر:

لا بدّ للمرء من سجود ... في زمن السّوء للقرود

ابن نباتة رحمه الله تعالى:

سجدنا للقرود رجاء دنيا ... حوتها دوننا أيدي القرود

فما بلّت أناملنا بشيء ... وما نلنا سوى ذلّ السجود «١»

صاحب كليلة «٢» : لا يردّ بأس العدوّ القويّ بمثل الخضوع، كما أن الحشيش يسلم من العاصف «٣» بلينه لها وانثنائه معها. قال عمر بن عبد العزيز لمؤدّبه:

كيف كانت طاعتي لك؟ قال: أحسن طاعة. قال: فأطعني كما كنت أطيعك، خذ من شاربك حتى تبدو شفتاك، ومن ثوبك حتى يبدو عقباك. فضيل: من أطاع المخلوق فقد آثره عليه تعالى، ما أبالي فعلت ذلك أو صلّيت لغير القبلة.

إبراهيم بن أدهم: لأن أدخل النار وقد أطعت الله أحبّ إليّ من أن أدخل الجنة وقد عصيت الله. عليّ رضي الله عنه: من أراد الغنى بلا مال، والعزّ بلا عشيرة، والطاعة بلا سلطان، فليخرج من ذل معصية الله تعالى إلى عزّ طاعته، فإنه واجد ذلك كلّه. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>