للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض الحكماء: إذا أقبلت الدول خدمت الشهوات العقول، وإذا أدبرت خدمت العقول الشهوات. العاقل يترك ما يحبّ ليستغني عن العلاج بما يكره.

الحسن: كان عقل آدم عليه السّلام مثل عقل جميع أولاده. عامر بن قيس:

إذا عقلك عقلك عمّا لا يعنيك فأنت عاقل. عليّ بن عبيدة «١» : العقل ملك والخصال رعيّة، فإذا ضعف عن القيام عليها وصل الخلل إليها. فسمعه أعرابيّ فقال: هذا كلام يقطر عسله. معن بن زائدة: ما رأيت قفا رجل إلّا عرفت عقله، قيل: فإن رأيت وجهه؟ قال: ذاك حينئذ كتاب أقرؤه. بعض العلماء:

العاقل من يرى بأوّل رأيه آخر الأمور، ويهتك عن مهمّاتها ظلم السّتور، ويستنبط دقائق القلوب، ويستخرج ودائع الغيوب.

بعض الحكماء: إذا صحبت إنسانا فانظر إلى عقله لا دينه، فإنّ دينه له، وعقله له ولك. بعضهم: إذا كمل العقول نقص الفضول. قيل: مرآة العواقب في يد صاحب التجارب. لما عزل عمر رضي الله عنه زيادا عن كتابة أبي موسى الأشعريّ، قال زياد: أعن عجز أم خيانة يا أمير المؤمنين؟ قال: لا عن أحدهما، ولكن أكره فضل عقلك على العامّة. وكان من دهاة العرب. كتب إلى معاوية بعد ولاية العراق: قد أخذت العراق بيميني وبقيت شمالي فارغة فتعرض بالحجاز. فسمع ذلك عبد الله بن عمر فرفع يده إلى السماء وقال: اللهمّ اكفنا شمال زياد. فخرجت قرحة في يده فقتلته. الأستاذ أبو إسماعيل الكاتب «٢» :

أعدى عدوّك أدنى من وثقت به ... فحاذر الناس واصحبهم على دخل

غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت ... مسافة الخلف بين القول والعمل

<<  <   >  >>