للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأفراده حتى وهو وسط الأحداث الكبرى وسيطرتها الكاملة، وجلبتها التي تكاد تصم الآذان، حتى وهو مشغول بتتابع الوقائع الرهيبة، فإنه قد يعكس هذه الروح، وهذا الحس، في فكرة "مبدعة" ينسجها في خيوط مختلفة وكلمات مختلفة أيضا.

وقد عبر عن هذا المعنى نفسه، وعن هذه الحالة ذاتها -على سبيل المثال- وأبرز ذلك المضمون مقال عمودي نشر بصحيفة "الأهرام" القاهرية المصرية لحظة كتابة هذه السطور, يقول فيه صاحبه:١

مجرد رأي: ولد وبنت

استطاعت سيدة تسكن في منطقة الزاوية الحمراء نصف متعلمة, وربما كانت أمية لا تعرف القراءة والكتابة، أن تسبق كل مؤلفي ومخرجي أفلام الإثارة والخيال عندما قامت بحركة فريدة من نوعها تمكنت فيها من استبدال طفلة كانت معها بطفل كانت تحمله شقيقته..

عادت الشقيقة إلى البيت دون أن تدري ما حدث، ثم كانت المفاجأة الكبيرة للأم عندما كشفت الإيشارب عن وجه رضيعها "٣ شهور" لتجد وجها غريبا غير وجه ابنها، ثم بعد عملية فحص سريعة لما تحت الملابس التي كانت وللعجب نفس ملابس ابنها اكتشفت أن الولد أصبح بنتا!

جرت الأم إلى قسم البوليس، وتم وضع الطفلة الجديدة في مركز رعاية الأطفال الموجود في المنطقة، وبعد يومين تم العثور على الطفل المفقود وأعيد إلى أمه, ولكن دون أن ينكشف لغز السيدة التي قامت بهذه العملية.

الضحية الآن هذه الطفلة التي تصرخ في مركز رعاية الطفل, من أبوها ومن أمها؟

في وسط الاحتفالات بذكرى حرب رمضان، ومحاولات عقد مؤتمر المصالحة بين الأطراف المتحاربة في لبنان، والتهديدات المشتعلة بإغلاق مضيق هرمز في إيران، جذبت


١ صحيفة "الأهرام" العدد الصادر في ١٠/ ١٠/ ١٩٨٣ عمود "مجرد رأي" للأستاذ صلاح منتصر "أنموذج رقم ١".

<<  <   >  >>