من كل أعدائه، وهم -حتما- أعداء الديمقراطية بكل ما تعنيه من قيم وما تسعى إليه من خير الوطن ورفاهيته, إذ ما أسهل أن يتسلل هؤلاء -أعداء الوطن والمواطن- في ظلال القيود وظلام القوانين المكبلة للحريات ووسط أغلال الكبت والتهديد ووأد الأقلام والأفكار واغتيال المشاعر.
وبالإضافة إلى هذه "العوامل" السياسية السابقة، تلك التي تدور حول "الحرية" كمؤثر أساسي وإيجابي، فإن هناك بعض المؤثرات أو العوامل السياسية الأخرى، التي تتدخل بشكل أو بآخر في تحديد هذا "الموقف المقالي" نفسه ومن أهمها، وباختصار شديد:
- حرص الشعب على ممارسة حقوقه الدستورية لا سيما حقه -المواطن- في الترشيح وإاعطاء صوته لمن يستحق.
- النظرة من جانب السلطات الأخرى التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى الصحافة عامة كسلطة رابعة شعبية, ولها دور أساسي في الرقابة والنقد والتوجيه السليم والموضوعي، بما في ذلك احترام آراء وتوجيهات كتاب المقالات.
- عناية الكثرة من القراء بالإقبال على صحف الرأي بما في ذلك الاهتمام بقراءة المقالات ومتابعتها ومناقشتها والرد عليها, والأخذ بها في الأحوال التي تقتضي ذلك إلى غير ذلك كله مما يدخل في باب انتشار "الوعي السياسي" المؤثر تماما في هذا "الموقف المقالي" تفكيرا وتحريرا ونشرا وتأثيرا.
ب- المؤثرات الفكرية:
ولأن المقال هو جزء من "النشاط الفكري" أو "العقلي" لأمة من الأمم، كما أنه يمثل -بشكل أو بآخر- صورة من صور "الإبداع" عند شعب من الشعوب، فإن واقعه يتأثر كذلك بتلك العوامل المؤثرة في فكر الأمة، وإبداع الشعب، في مجموعها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، وبالإضافة إلى المؤثرات السابقة "السياسية".
١- المستوى "الثقافي" و"الفكري" عامة للشعب الذي تصدر الصحف والمجلات تحمل هذه المقالات من أجله، ومؤشرات هذا المستوى، بدءا من نسبة أعداد الأميين" به إلى غير الأميين، ومرورا بأرقام توزيع وسائل الثقافة والأدب والإعلام المطبوعة، ومدى إقباله عليها وتفاعله مع كتاباتها عامة ومقالاتها خاصة، وحتى الانبهار