للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النتائج المطلوبة -إثبات فساد الرأي الآخر وعدم صحة الموقف أو الاتجاه الذي نازله -وإن كان لا بد من لغة فهي الجادة العنيفة أحيانا مع بعض جوانب السخرية والتهكم في الحدود المعقولة ودون أن يفقد الكاتب احترامه أو تفقد الافتتاحية تقديرها في أنظار القراء، وهي لسان حال الصحيفة وكلمة هيئتها.

جـ- وأما المقال الافتتاحي المستكشف أو المتنبئ: ففقرته الأولى تقليدية، أو هي فقرة عرضية تقدم المادة التي سوف تتناولها الفترة التالية بالشرح والتفسير والتحليل، وحتى هنا والأمر يشبه النوع الأول من هذه المقالات ولكن بأسلوب أكثر تركيزا واختصارا ثم -بعد ذلك- تأتي الفقرة التالية التي تصل، استنادا إلى ما سبق، وتأسيسا عليه. ومن خلال الفقرتين السابقتين، إلى ما يمكن أن يستشفه الكاتب، أو يستخلصه أو يتوقعه أو يستكشفه من نتائج وخلاصة وتطورات يرى أن بالإمكان وقوعها.

وفي أسلوب آخر إن هذا المقال يشبه المعادلة، أو القضية المنطقية التي تتكون من مقدمات وشواهد وتصل إلى نتائج، ولكن هذه النتائج هنا قد لا تكون منطقية بحال من الأحوال، من وجهة نظر القراء، أو الجمهور نفسه، وإنما يتوصل إليها الكاتب بحاسته الخاصة وملكة التوقع عنده من خلال الرؤية الخاصة والتحليل السليم، كل ذلك دون أن يفقد اهتمام القارئ الذي يربطه إليه بطول الفقرات الثلاث السابقة وذلك يعني:

- مزيدا من التركيز على موضوعه وعدم "الشرود" أو الخروج عليه حتى لا يشرد القارئ بذهنه فتختلط الأمور وتضيع الحقائق وتذوب الحدود أيضا.

- مزيدا من الوضوح والجاذبية.

- مخاطبة القارئ من نفس مستواه دون مغالاة أو تقعر أو اتخاذ أسلوب الحكم والمواعظ، أو التعالي عليه بأي شكل من الأشكال.

د- وعن المقال الافتتاحي ثنائي أو ثلاثي الموضوع نضيف إلى ما سبق أن قلناه عنه:

- أنه يمثل أكثر من مقال افتتاحي واحد تكتب في تركيز.

<<  <   >  >>