للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفرَّد به أبو زكريَّا، وهو شيخٌ صالحٌ، أخرج له مسلمٌ في كتابه (١)، غير أنه لم يبلغ مبلغَ مَنْ يُحتمل تفرُّدُه، بل تكلَّم فيه ابنُ مَعين وغيرُه (٢).

والتدليس المذموم: هو أنْ يروي الرَّجُلُ الحديثَ عن شيخٍ عاصره؛ أو سَمِعَ منه في الجُملة؛ ولم يسمع منه ذلك الحديثَ الذي رواه عنه، بل سَمِعَه مِنْ ضعيف أسقطه، كتدليس بقيَّةَ والوليدِ بنِ مُسْلِم وغيرهما (٣). بخلاف تدليس ابن عُيَيْنَةَ وغيره ممن يُدلِّس


(١) ال النسائي: هذا حديث منكر.
قال العقيلي: لا يُعرف إِلا به (أي: بأبي زُكير).
قال ابن حبان: هذا كلام لا أصل له من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال ابن عَدي: عامة أحاديثه مستقيمة؛ إِلا هذه الأحاديث التي بينتها. (وقد ذكر حديثه هذا منها).
قال الذهبي: حديث منكر. «الميزان» (٧/ ٢١٦)، «السير» (٩/ ٢٩٩).
قال ابن حجر: الصواب ما قاله النسائي أنه منكر «النكت» (٢/ ٦٨٠).
() روى له مسلم متابعة لا أصولاً؛ كما نبَّه الذهبيُّ في «الميزان» (٧/ ٢١٥).
(٢) قال يحيى بن معين: ضعيف.
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
قال أبو زرعة: أحاديثه متقاربة إِلا حديثين حدَّث بهما.
قال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل من غير تعمد، لا يُحتج به. «تهذيب الكمال» ٣١/ ٥٢٥.

(٣) العبارة في تعريف التدليس مختلفة الصياغة في (ص) قال: «والتدليس المذموم هو أن يروي حديثاً عن شيخ عاصره لم يسمع منه، بل سمَّاه توهماً، أو يسمي شيخه أو يكنيه أو ينسبه بما لا يُعرف، كتدليس بقية والوليد بن مسلم وغيرهما».

<<  <   >  >>