للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإِنَّ الدِّين هو فِعْلُ ما أَمَرَ الله به، وتَرْكُ ما نهى الله عنه، فمَنْ تلبَّس في باطنِه بالإِخلاص والصِّدق، وفي ظاهره بالشَّرع؛ لانت له الأشياءُ، ووَضَحَتْ على ما هي عليه. عكس حال أهل الضَّلال والبِدَع الذين يتكلَّمون بالكَذِب والتَّحريف، فيُدْخِلُون في دِيْن الله ما ليس منه.

وانظر ألفاظَ القرآن؛ لمَّا كانت محفوظةً منقولةً بالتواتر، لم يطمع مُبْطِلٌ ولا غيرُه في إِبطال شيء منه، ولا في زيادة شيء فيه، بخلاف الحديثِ، أو كثير منه، فإِن المُحرِّفين والوضَّاعين تصرَّفوا فيه بالزيادة والنُّقصان، والكذب والوَضْع في مُتُونه وأسانيده.

ولكن؛ أقام اللهُ له مَنْ ينفي عنه تحريف الغاَلين وانتحال المُبطلين، وتأويل الجاهلين، ويحميه مِنْ وَضْعِ الوضَّاعين. فَبيَّنوا ما أَدخلَ أهلُ الكذب والوَضْعِ فيه، وأهلُ التَّحريف في معانيه، كمَن صنَّف في الصَّحيح؛ كالبخاريِّ ومُسلم وابنِ خزيمةَ وأبي حَاتم ابن حِبَّان (١) وابن مَنْده والحاكم وأبي عَوانة، ونحو هؤلاء مِمَّنْ تكلَّم على الحديث الصَّحيح.

وكذلك أهلُ السُّنن؛ كأبي داود والنَّسائيِّ والتِّرمذيِّ وابن ماجه.

وكذلك أهلُ المَسَانيد؛ كمُسند أحمد ونحوه. وكمالك، وعبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن أبي شَيبة وغيرهم. مِمَّنْ تكلَّم على الحديث.

وكذلك الذين تكلَّموا على الرِّجَال وأسانيدها؛ كيحيى بن سعيد


(١) زاد في الأصل بعد هذا الموضع: «وابن ماجه» والظاهر أن الناسخ قد انتقل نظره سهواً إلى السطر الذي يليه.

<<  <   >  >>