للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

والمقصود: قول المؤلِّف الشَّارح: إِنَّ الحديثّ الموضوعَ يُعرف كونه موضوعاً إِما بإِقرار واضعه، أو بركاكة لفظه، أو غير ذلك. وقد أشرنا فيما كتبنا فيما تقدَّم أَنَّ أهل الإِيمان والتقوى والصِدْق والإِخلاص؛ لهم اطِّلاعاتٌ وكشفٌ وفِرَاساتٌ وإِلهاماتٌ يُلقيها اللهُ في قُلوبِهم، يَعرفون بها صِدْقَ الصادق، وكَذِبَ الكاذب، ووَضْعَ الوضَّاعين، وصحيح الأخبار وكاذبها.

وقد كان أبو سليمان الداراني يُسمِّي أحمدَ بن عاصم الأنطاكي (١): جاسوسَ القلوب؛ لِحدَّة فِرَاسته. فعليك يا أخي بالصِّدق، وإِيَّاك والكذب، فإِنَّه مجانبُ الإِيمان. واللهُ سبحانه أعلمُ بالصَّواب، وإِليه المنقلبُ والمآبُ، والحمدُ لله رَبِّ العالمين.

ولنرجعْ الآن إِلى الكلام الذي كُنَّا بصَدَدِهِ مِنْ معرفة الحديث.


(١) هو الإِمام، القُدوة، الواعظ، الزاهد. كان من طبقة الحارث المحاسبي وبشر الحافي.
قال ابن كثير: له كلام حسن في الزهد ومعاملات القلوب.
قال الذهبي: لعله بقي إِلى نحو الثلاثين ومِئتين.
انظر: «الحلية» (٩/ ٢٨٠)، و «السير» (١٠/ ٤٨٧) و (١١/ ٤٠٩) و «البداية والنهاية» (١٤/ ٣٥٧) ط/ هجر.

<<  <