للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال جماعةٌ مِنْ السَّلف في قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: ٧٥] أي: للمُتَفَرِّسين (١).

وقال معاذُ بن جَبَل: إِنَّ للحقِّ مناراً كمَنَارِ الطَّريق.

وإِذا كان الكُفَّار لمَّا سمِعُوا القرآنَ في حَالِ كُفرِهم قالوا: إِنَّ له لحَلَاوة، وإِنَّ عليه لطَلَاوة، وإِنَّ أسفلَه لمُغْدِق، وإِنَّ أعلاه لمُورق، وإِنَّ له لثَمَرة، وإِنَّ له في القلوب لصَولَة؛ ليست بصولَة مُبطل (٢). فما الظَّنُّ بالمؤمن التَّقيِّ النَّقيِّ، الذي له عقلٌ تامٌّ عند


(١) رواه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (١٤/ ٤٥ - ٤٦) ط/ البابي الحلبي (الحجر: ٧٥) عن قيس وابن أبي نجيح وابن جُريج، عن مجاهد.
ورواه أبو نُعيم في «الحلية» (٣/ ١٩٤)، ومن طريقه المِزيُّ في «تهذيب الكمال» (٥/ ٨٤) عن جعفر بن محمد الصادق.
(٢) رواه الحاكم (٢/ ٥٠٦ - ٥٠٧)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (٢/ ١٩٨ - ١٩٩)، والواحدي في «أسباب النزول» ص (٢٩٥)، من طريق عبد الرزاق الصنعاني، عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي .. فذكره.
قال الحاكم: صحيح الإِسناد على شرط البخاري. ووافقه الذهبي. قلت: هكذا رواه معمر بن راشد عن أيوب متصلاً.
قال يحيى بن معين: إِذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه؛ إِلا عن الزهري وابن طاوُس، فإِنَّ حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا. «تهذيب التهذيب» ١٠/ ٢٤٥. وأيوب بصري!
وخالفه عن أيوب نفسِه: حماد بن زيد، فرواه عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً. فيما رواه البيهقي في «الدلائل» (٢/ ١٩٩).
قال يحيى بن معين: ليس أحدٌ في أيوب أثبت من حماد بن زيد. «الجرح والتعديل» ٣/ رقم (٦١٧).
ورواه معمر -أيضاً- عن عباد بن منصور، عن عكرمة، مرسلاً. =

<<  <   >  >>