للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل الغين]

البغت: مفاجأة من حيث لا يحتسب١.

البغض: نفور النفس عن الشيء الذي يرغب عنه، وهو ضد الحب فإنه انجذاب النفس إلى الشيء الذي ترغب فيه. وفي الحديث: "إن الله يبغض الفاحش المتفحش" ٢، فذكر بغضه له تنبيه على بعد فيضه منه.

البغي: طلب الاستعلاء بغير حق، ذكره الحرالي. وقال الراغب٣: طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه أولا، فتارة يعتبر في المقدار الذي هو الكمية، وتارة يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية. والبغي ضربان: أحدهما محمود وهو تجاوز العدل إلى الإحسان والفرض إلى التطوع، والثاني مذموم وهو تجاوز الحق إلى الباطل أو ما يجاوره من الأمور المشتبهات. وبغى الجرح: تجاوز الحد في فساده، والمرأة فجرت، والسماء تجاوزت في المطر حد المحتاج إليه. فالبغي في أكثر المواضع مذموم، وينبغي مطاوع بغى، فإذا قيل ينبغي أن يكون كذا، يقال على وجهين: أحدهما ما يكون مسخرا للفعل نحو: النار ينبغي أن تحرق الثوب، الثاني بمعنى الاستئهال نحو فلان ينبغي أن يعطي لكرمه. ومن الأول: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} ٤. أي لا يتسخر ولا يتسهل له لأن لسانه لا يجري به قال في المصباح٥: وقولهم ينبغي كذا أن يكون معناه ينبغي ندبا مؤكدا لا يحسن تركه، ولا ينبغي، لا يحسن ولا يستقيم والبغية بالكسر وتضم، الحالة التي يبغيها الإنسان.


١ المفردات ص٥٥.
٢ والحديث "إن الله لا يحب الفاحش المتفحش، ولا الصياح في الأسواق" أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن جابر رضي الله عنه.
٣ المفردات ص٥٥.
٤ يس ٦٩.
٥ المصباح المنير، مادة "بغى" ص٢٢.

<<  <   >  >>