للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجدامة١ بنت جندل، وَأم قيس بنت مُحصن، وَأم حَبِيبَة بنت نباتة، وأمامة٢ بنت رُقَيْش.

ثمَّ خرج٣ عمر بْن الْخطاب وَعَيَّاش بْن أبي ربيعَة فِي عشْرين رَاكِبًا، فقدموا الْمَدِينَة، فنزلوا فِي العوالي فِي بني أُميَّة بْن زيد. وَكَانَ يُصَلِّي بهم سَالم مولى أبي حُذَيْفَة وَكَانَ أَكْثَرهم قُرْآنًا. وَكَانَ هِشَام بْن الْعَاصِ بْن وَائِل قد أسلم، وواعد عمر بْن الْخطاب أَن يُهَاجر مَعَه، وَقَالَ: تجدني أَو أجدك عِنْد أضاة٤ بني غفار، فَفطن لهشام قومه، فحبسوه عَن الْهِجْرَة، ثمَّ إِن أَبَا جهل والْحَارث بْن هِشَام أَتَيَا الْمَدِينَة٥، فَكلما عَيَّاش بْن أبي ربيعَة، وَكَانَ أخاهما لِأُمِّهِمَا وَابْن عَمهمَا، وأخبراه أَن أمه قد نذرت أَن لَا تغسل رَأسهَا وَلَا تستظل حَتَّى ترَاهُ، فرقت نَفسه وصدقهما وَخرج رَاجعا مَعَهُمَا فكتفاه فِي الطَّرِيق، وبلغاه٦ مَكَّة، فحبساه بهَا مسجونا، إِلَى أَن خلصه الله بعد ذَلِك بِدُعَاء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ فِي قنوت الصَّلَاة: "اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بْن الْوَلِيد وَسَلَمَة بْن هِشَام وَعَيَّاش بْن أبي ربيعَة وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الْمُؤمنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف". ثمَّ استنقذ اللَّه عَيَّاش بْن أبي ربيعَة وسائرهم وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة.

وَكَانَ من جملَة القادمين مَعَ عمر بْن الْخطاب أَخُوهُ زيد بْن الْخطاب، وَسَعِيد بْن زيد بن عَمْرو بْن نفَيْل، وَعَمْرو وَعبد اللَّه ابْنا سراقَة بْن الْمُعْتَمِر، وَكلهمْ من بني عدي بْن كَعْب، وواقد بْن عَبْد اللَّهِ التَّمِيمِي٧، وخولي وَمَالك ابْنا أبي٨ خولي من بني عجل بْن لجيم حلفاء بني عدي بْن كَعْب، وَإيَاس وعاقل وعامر وخَالِد بَنو البكير اللَّيْثِيّ٩ حلفاء


١ استظهر السُّهيْلي أَن تكون جدامة بنت وهب بن مُحصن. انْظُر الرَّوْض الْأنف ١/ ٢٨٧.
٢ فِي ابْن سيد النَّاس وَأكْثر المصادر: أمينة.
٣ نقل ابْن سيد النَّاس فِي ١/ ١٧٤ هَذِه الْفَقْرَة عَن ابْن عبد الْبر.
٤ كلمة الأضاة تمد وتقصر وَهِي الغدير، وَكَانَت أَضَاء بني غفار خَارج مَكَّة على بعد بضعَة أَمْيَال مِنْهَا.
٥ عِنْد بعض أهل السّير أَنه كَانَ مَعَهُمَا الْعَاصِ بن هِشَام.
٦ هَكَذَا فِي الأَصْل، وَفِي ابْن سيد النَّاس وبلغا بِهِ.
٧ هَكَذَا فِي ابْن هِشَام وَغَيره، وَهُوَ يتطابق مَعَ مَا ذكره ابْن عبد الْبر فِي حَدِيثه عَن أول النَّاس إِيمَانًا بالرسول وَفِي تَرْجَمته بكتابه الِاسْتِيعَاب وَفِي الأَصْل ور: التَّيْمِيّ.
٨ اسْم أبي خولي عَمْرو بن زُهَيْر، وَقيل إِنَّه جعفي لَا عجل.
٩ اللَّيْثِيّ: أَي من بني سعد بن اللَّيْث.

<<  <   >  >>