للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الصفة الثالثة (والآخر)]

وتسمى صفة "البقاء" ومعناها: أن الله تعالى لا آخر له، فلا يعتريه فناء، بل البقاء ملازم له أبداً. فالله تعالى يمتنع ويستحيلُ لحوق العدم به، لأنه تعالى لو جاز وأمكن في العقل أن يفنى لكان حادثاً ولم يكن قديماً مع أنه تعالى ثبُت قدمه، وأيضاً اتفق العقلاء على أن ما لا أول له لا آخر له، وأن من ثبت قدمه استحال عدمه.

وضد البقاء الفناء. وهو مستحيل على الله تعالى استحالة عقلية وشرعية، أما العقلية فقد ذكرناها، وأما الشرعية النقلية فلقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} (١).

وقال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (٢).

وقال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} (٣).

وروى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ والظاهرُ والباطن}. قوله: " أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء " ا. هـ. شرح الطحاوية ص ١٩٥.


(١) الرحمن: ٢٦، ٢٧.
(٢) القصص: ٨٨.
(٣) الفرقان ٥٨.

<<  <   >  >>