للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصفات

[الصفة السادسة (هو الله أحد)]

ومعناها: أن الله تعالى واحد في ذاته، وواحد في صفاته، وواحد في أفعاله. فليس في الوجود ذات تشبه ذات الله تعالى، وليس أحد متصفا بصفة تشبه صفة الله تعالى وليس لأحد غير الله فعل يشبه فعل الله تعالى.

[الدليل على وحدانية الذات]

يقوم الدليل على هاتين الآيتين:

الأولى - قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (١)

الثانية - قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (٢)

وذلك لأننا لو فرضنا وجود أكثر من إله، كان لا بد أن يكون لكل منهم من العلم والإرادة والقدرة ما يخالف بداهة ما للآخر من هذه الصفات. وهذا يكون من شأنه أن يؤدي إلى الاختلاف في الأفعال وتدبير العالم. ومن ثم يكون لا بد من فساد السموات والأرض وما بينهما.

بل قد يؤدي إلى عدم وجود هذا العالم بسبب التضارب بين هذه الصفات التي ثبتت لكل منهم. وما يكون عنها من آثار. ولكن العالم بجميع أجزائه موجود على أحسن نظام. فلا بد أن يكون خالقه وموجوده إلها واحدا لا شريك له.


(١) الأنبياء ٢٢.
(٢) المؤمنون ٩١.

<<  <   >  >>