معنى التوحيد - النذر لغير الله تعالى - دعاء غير الله والاستغاثة به - الغلو في الأنبياء والصالحين - الرياء - السحر
إن القضايا التي ذكرت في هذا الكتاب وسبق الكلام عليها من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره من السهل الإيمان بها علمياً لأن الأدلة عليها قائمة واضحة، وإنكارها لا تسوغه العقول السليمة. ليس له دليل علمي يعتمد عليه. ولكن الأمر الذي تورط فيه كثير من المؤمنين هو إخلاص التوحيد لله تعالى، ولكي يتضح ذلك نبين لك معنى التوحيد أولاً، ثم نبين ما تورط فيه بعض المؤمنين حتى خرجوا من هذا التوحيد حقيقة أو حكماً أو كادوا يخرجون.
معنى التوحيد
... قال ابن القيم: التوحيد نوعان:
١ - توحيد في المعرفة والإثبات: وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات بمعنى أن يعتقد المؤمن إثبات ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله وأنه تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو الخالق الرازق المهيمن المدبر العزيز العليم الحكيم المريد المتكلم إلى آخر ما يجب أن يتصف به تعالى من الصفات وما يسمى به من الأسماء.
٢ - توحيد في العبادة والقصد: وهو توحيد الإلهية والعبادة. بمعنى أن المؤمن لا يعبد إلا الله ولا يقصد إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه، ولا يوالي إلا له، ولا يعادي إلا فيه، ولا يعمل إلا ابتغاء وجهه ورضاه وحبه، ولا يسأل إلا الله ولا ينذر إلا له، ولا يخضع إلا لعظمته وجلاله وأمره ونهيه.
والتوحيد بالمعنى الأول لم يكن مثار جدال ونقاش بين المسلمين والمشركين فإن المشركين كانوا يؤمنون بوجود الله تعالى، وبأنه هو الخالق الرزاق المدبر المهيمن المالك للسموات والأرض كما أخبرنا بذلك القرآن الكريم.