وما لم يكفر المسلم بجميع هؤلاء وأشباههم فهو ليس مسلماً ولا مؤمناً على وجه الحقيقة، لأنه لم يستسلم لله، ولم يوحده حين آمن به، لأنه خاضع لغيره فيما لا يرضيه.
وحسب هذا المفهوم الواضح الخطير يستطيع أن يعرف كل إنسان نفسه هل هو عبد لله أم عبد للشيطان من الإنس أو الجن؟
وليحذر كل امرئ خطورة الموقف بين يدي الله تعالى يوم القيامة حين يفصل في القضاء بين الناس ويقول لأتباع الشياطين:
{وامتازوا اليوم أيها المجرمون. ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم}[يس: ٥٩ - ٦١].
العبادات وصلتها بالعقيدة
[العبادة حسب المفهوم الخاص]
عرفنا أن العبادة حسب المفهوم العام والأصلي لهذه الكلمة يراد بها الخضوع للمعبود مع شدة حبه والحرص على رضاه والخوف من غضبه.
ولكن العرف الإسلامي جرى على حصر العبادة في أمور معينة: منها الصلاة والدعاء والزكاة والصيام والحج والذكر، والجهاد ... الخ، وذلك عندما صنفوا العلوم الإسلامية في عهد السلف الصالح تسهيلاً للتعليم، ووضعاً لكل نوع في الإطار الذي يناسبه من الخطورة والأهمية، والمميزات والشروط وغيرها.
فقسموا العلوم الإسلامية إلى: عقائد، وعبادات، ومعاملات، وأخلاق ... وغيرها.
والأسباب التي جعلتهم يحصرون العبادات في الأمور المذكورة أهمها ما يأتي:
أولاً: هذه الأعمال لا تنعقد ولا تصح إلا بنية التقرب بها إلى الله تعالى، قال تعالى: