فقامت جماعة يقولون بحرية الإرادة وعلى رأسهم معبد الجهني وتكونت منهم فرقة القدرية، كما كانت هناك جماعة أخرى يسلبون الإنسان إرادته وعلى رأسهم جهم ابن صفوان وتكونت منهم فرقة الجبرية.
وسط هذا الاضطراب الفكري والمبادئ التي كونتها كل فرقة لنفسها قام جماعة من المخلصين يشرحون عقائد المسلمين على طريقة القرآن. ومن أشهرهم الحسن البصري، وكان من أثر اختلافه مع تلميذه واصل بن عطاء أن تكونت فرقة المعتزلة التي كان لها الفضل الأكبر في الدفاع عن العقيدة وكان هذا في أوائل القرن الثاني الهجري. وفي أواخر القرن الثالث ظهر الإمام "أبو منصور الماتريدي" واشتغل بالرد على أصحاب العقائد الباطلة وتكونت منه ومن أتباعه الماتريدية.
كما ظهر الإمام "أبو الحسن الأشعري" وأعلن انفصاله عن المعتزلة وأعلن مبادئه الجديدة التي وافق عليها خيرة علماء المسلمين وظهرت بهذا فرقة الأشاعرة ومن هاتين الفرقتين تكونت جماعة أهل السنة. وسنكتب كلمة موجزة عن كل فرقة من هذه الفرق مؤخرين الكلام عن الشيعة إلى الانتهاء من الكلام عن غيرها.
تكملة ذات أهمية - أهم الفرق الإسلامية
[الخوارج]
لما رأى معاوية أن الدائرة عليه في حربه مع علي أمر جنوده برفع المصاحف وطلبوا تحكيم كتاب الله، ورضي علي بالتحكيم ولم يرض بهذا التحكيم فريق من المحاربين مع علي وقالوا: لا نحكم أحداً في دين الله (لا حكم إلا لله) وانشقوا على الإمام علي. وقد سميت هذه الجماعة بالخوارج وحاربهم علي وهزمهم كما كانت لهم حروب مع الأمويين. وقد قال الإمام علي في آخر أيامه:"لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه". وقال عمر بن عبد العزيز في شأنهم:"إني قد علمت أنكم لم تخرجوا مخرجكم هذا لطلب الدنيا أو متاع ولكنكم أردتم الآخرة فأخطأتم سبيلها".