للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصفات

[الصفة الرابعة (ليس كمثله شيء)]

وهي صفة معناها: أن الله تعالى لا يمكن أن يكون مشابهاً لحوادث في ذاته أو في صفاته أو في أفعاله، لأنه تعالى لو كان مشابهاً ومماثلاً للحوادث التي أحدثها وخلقها في أي شيء، لكان حادثاً مثلها ولو كان كان حادثاً مثلها لما ثبت قدمه، مع أنه تعالى ثبت قدمه، فحدوثه إذاً مستحيل، وعلى هذا يكون ما أدى إلى هذا الحدوث وهو مشابهته للحوادث مستحيل، وثبت حينئذ نه تعالى مخالف للحوادث. قال تعالى:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (١).

وقال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤)} (٢).

أي ولم يكن أحد مشابها لله في أي شيء.

ومن هذا ندرك ونعلم أنه تعالى وجب وثبت له مخالفته للحوادث، ويستحيل عقلا وشرعا مشابهته تعالى لها.

القول في النصوص الموهمة للتشبيه

ثبت أن الله تعالى مخالف للحوادث. ولكن جاء في القرآن والسنة آيات وأحاديث ظاهرها يوهم أن الله تعالى يشبه خلقه، وإليك أمثلة لذلك:

قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٣)

وقال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} (٤)


(١) الشورى:١١.
(٢) الإخلاص
(٣) الرحمن: ٥.
(٤) الانعام ١٨.

<<  <   >  >>