١ - لقد بلغ الإنسان في العلوم والبحوث الكونية مبلغا إذا قيس بما سبقه يعتبر ما وصل إليه إنسان العصر كالمعجزة، ومع ذلك فإنه عندما وصل إلى القمر وسبح في الفضاء البعيد أحس بأنه ذرة في كون لا حد له، وأنه قطرة في محيط لا ساحل له، وأن عظمة العلم في أنه حقق للإنسان إدراك عجزه أمام قدرة الله وعظمته.
٢ - كثيرا ما ينفق العلماء على أمر أوصلهم إليه علمهم وتجاربهم. ثم يقدرون نتيجة علمهم وتجاربهم نهاية معينة، ولكن تجاربهم وعلمهم واتفاقهم، كل ذلك يأخذ خطوة إلى الوراء حين تظهر النتيجة والنهاية عكس ما اتفقوا وضد ما قدروا.
ومثلا لذلك أذكر لك هذه الواقعة التي تعلمها قرية بأكملها، ولا يشك أحد في شيء من تفاصيلها. فقد كانت لي أخت مريضة بمرض عصي العلاج، وقرر جمع من الأطباء أن لا أمل في شفائها. وبعد مدة اشتد مرضها، فلما كشف على مرضها الطبيب المعالج قرر أن لا أمل. وأن ساعة الموت قد دانت!!! وأخرج لها شهادة تثبت سبب وفاتها حتى إذا ماتت لا يحتاج أهلها إلى السفر إليه لاستخراجها، وكانت حالتها حسبما يعرف الناس من نتيجة تجاربهم هي حالة إشراف على الموت، وحضر إخوتها البعيدون، وأعدت لجثتها كل المطلوبات. وأعد أهلها المكان المخصص لتقبل العزاء من الناس، وباتوا بجوارها ينظرون إليها بانتظار اللحظات الأخيرة، وخابت تقديرات الجميع، فلم تمت المريضة بل بدأت في آخر الليل تتحرك تحرك الأحياء ... ثم شفيت بعد ذلك تماما ... وهي الآن ربة بيت تقوم بكل ما يقوم به أمثالها ... أليست هذه آية؟ ألم تسمع كثيرا بأمثلة لها؟ فمن وراء ذلك كله؟ قل إنه الله ولا أحد سواه.