فنشأة الكون من مادة معينة، وأصل هذا الكون، ومن الذي كونه، وأشياء هذا الكون المرئية وغير المرئية، ونهايته متى وكيف ولم تكون؟. والإنسان لم خلق وما أصل خلقه، وما هي صلته بخالقه، وبالكون، وبما يحيط به، وما هومصيره. وعلى أي أساس يحدد المصير، وما معنى فنائه، وما حكمة فنائه ثم بعثه ثم محاسبته ومجازاته؟ ... وهذه الجبال الشامخة، والسهول الواسعة، والبحار والمحيطات، والأرض والسموات، كل ذلك وغيره لن تجد الإجابة الموثوق بها عنه إلا في هذين المصدرين كأساس، ثم تأتي العلوم والإكتشافات تابعة لهما.
[عناصر الثقافة الإسلامية:]
الذي ينظر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعهد الخلفاء الراشدين الأربعة يجد ما فيها من تشريعات، ومن أوامر ونواهي، ومن إرشادات وتوجيهات جاء مطاقا وغير مقيد بكون هذا عقيدة، وهذا عبادة، وهذا أخلاق، وهذه سياسة، وهذه نظم إجتماعية، وتلك إقتصادية، وأخرى مالية، وأخرى شخصية إلى آخر ما جاء من تسميات واصطلاحات.
إن ما جاء في القرآن والسنة منهج رباني سمي صراط الله، وسبيل الله، وطريق الله.
وما دام الكل من الله ومن رسوله (صلى الله عليه وسلم) فإن المطلوب هوفعل ما أمر وترك ما نهى. وسواء كان المأمور به أوالمنهي عنه خاصا بالعبادة أوالمعاملة الإجتماعية، أوالمالية، أوغيرها، فمن فعل ما أمر فقد نجا وله ثواب ما فعل، ومن وقع فيما نهى الله عنه فقد هلك وقد يقع جزاء ما فعل.
غير أنه في عصر التابعين وتابعي التابعين بدأ تقسيم العلوم، فقسم كلا من القرآن والسنة إلى أقسام من باب التسهيل والتيسير، ولم يكونوا في ذلك مبتدعين، لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) شرع لهم قريبا منه في حياته، فأخبر أن أقرأهم للقرآن عبد الله بن مسعود وأن أعلمهم بالمواريث زيد بن ثابت، وأقر بعض التخصيصات في عهده فكان بعض الصحابة ضليعا