للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} (١)

{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (٢)

{بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (٣)

{أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (٤)

أما ما وضعه البشر من مناهج فإنها لم تؤد دورا ذا قيمة في إسعاد البشرية، بل العكس هوالذي حدث، فإن البشر ما شقوا إلا بتشريعات البشر ومناهج البشر المضادة لمنهج الله.

وهل وجدت شقاء نزا بالإنسان إلا بسبب الإنسان؟ فكيف يؤتمن هذا الإنسان على أسمى ما في الوجود وهوالمنهج المنظم لحياة الإنسان مع الإنسان ومع كل ما في الكون؟ هذه البيوت المدمرة، وهؤلاء الأطفال اليتامى بعد قتل الآباء، وهؤلاء الأرامل بسبب سفك دماء الأزواج، وأولئك المرضى المعذبون بأمراضهم والفقراء الشقياء بفقرهم، والذين شنقوا بغير جريمة، والذين سجنوا بدون جناية، والذين وئدت حرياتهم لمقالة حق قالوها أوكتبوها ... كل هؤلاء وأولئك وغيرهم: من سبب شقائهم ومدمر سعادتهم لحساب شهوته وغطرسته وفرعونيته؟ أليس هوالإنسان؟ فكيف بالله بعد ذلك يأمن الإنسان إنسانا على أن يضع له نظرية سلوك أونظام حياة يضاد نظام الله تعالى؟

إذا الأخذ بالإسلام علما وعملا، نظاما وسلوكا، يعتبر ضرورة حياتية أهم من الطعام والشراب والهواء والدواء.

(٦) إن الثقافة الإسلامية بسبب مصدريها الأساسيين (الكتاب والسنة) هي السبيل الوحيد للإجابة على جميع التساؤلات التي حيرت الإنسانية الضالة زمنا طويلا.


(١) الفتح: ٢٩.
(٢) الحشر: ٩.
(٣) التوبة: ٧١.
(٤) المائدة: ٥٤ ... الخ.

<<  <   >  >>