... مما سبق عرفنا أن الأخلاق منها ما هو حسن، ومنها ما هو قبيح والميزان في ذلك هو الشرع، فالحسن ما حسنه الشرع، والقبيح ما قبحه الشرع. أما العقل فهو تابع للشرع في ذلك. وهذا هو رأي أهل السنة والجماعة وهو الحق الذي لا يقبل غيره.
وللأخلاق الحسنة في الإسلام مكانة عالية، ودرجة رفيعة، وأهمية كبيرة حتى جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والحاكم والبيهقي قوله صلى الله عليه وسلم:
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
والحصر بـ "إنما" يفيد أن معنى الحديث: ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق. وقد أثنى الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق فقال له:
{وإنك لعلى خلق عظيم}[القلم: ٠٤].
واقرأ هذه الآية التي جمعت مكارم الأخلاق بشهادة الكفار أنفسهم:
{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}[النحل: ٩٠].
واقرأ الوصايا العشر في آخر سورة "الأنعام" ابتداء من قوله تعالى:
{قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم .... } إلى {تتقون}[الآيات من ١٥١ - ١٥٣].