عندها قدرة عقلية ولا خيال ولا تصور للمستقبل وظروفه واحتياجاته وأن تهاجم النملة دودة أكبر منها أضعافا مضاعفة وتقفز في خفة فوق ظهرها .. وتمسكها من عنقها بفكين كالكلابتين, وتحقن في مراكوها العصبية مادة مخدرة تصيبها بالشلل .. وتفعل هذا في لحظات ثم تجرها فريسة سهلة مستسلمة إلى العش ..
كيف عرفت النملة مكان هذه المراكز العصبية للدودة؟ إنها تفعل دائما الشيئ المناسب في الوقت المناسب (١).
[اللغة التي يتكلم بها النحل]
تحت هذا العنوان قال الدكتور ما يأتي بطرقته الأدبية البسيطة الخفيفة القيمة:
هل ألأقيت نظرة على خلية نحل؟ إنها نظرة تستحق المخاطرة ..
على الباب سوف تجد الحراس شاكي السلاح (ومن جرب لسعة زبان النحل عرف ما هو ذلك السلاح الذي يحمي به النحل دياره).
وسوف تجد عددا من النحل لا عمل له إلا الضرب بأجنحته باستمرار لدفع الهواء النقي إلى داخل الخلية لتجديد هوائها ..
فإذا دخلت خطوة ربما رأيت فأرا ميتا لقي مصيره نتيجة شهيته التي لم يستطع مقاومتها إلى تذوق العسل, وهي معركة في العادة لا تستغرق أكثر من دقائق يتحول بعدها الفأر إلى حيوان مشلول تماما نتيجة لسع النحل ثم يموت.
ولكن المنظر المثير حقا هو منظر ملكتين من ملكات النحل تتبارزان حتى الموت وحولهما بقية الشعب يتفرج في رهبة ولا يتدخل .. فالخلية لا تتسع إلا لملكة واحدة, وعلى الملكة الثانية أن تموت أو ترحل لتبني خليتها وحدها.